العميد فريديريك ه. كيش

العميد فريديريك ه. كيش

تولد في سنة 1888، في درجلينغ في الهند.

ولقي مصرعه في وادي عقريت في تونس، في نيسان 1943، من جراء انفجار لغم، عندما خدم كالمهندس الرئيسي للجيش الثامن، بقيادة بيرنارد مونتغوميري.

وقد خدم فريديريك كيش بامتياز كمهندس في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى. حيث أصيب بجروح ثلاث مرات، وحظي بأوسمة تقديرية من الجيش البريطاني (D.S.O) والجيش الفرنسي (Croix de Guerre). وانهى اشتراكه في الحرب برتبة رائد؛ فخدم في تلك الفترة كرئيس شعبة الاستخبارات للساحة الروسية في وزارة الحرب البريطانية.

وكان كيش عضوا في البعثة البريطانية لمؤتمر السلام في فيرساي. وبفضل خدمته بامتياز كعضو البعثة ما بين السنتين 1921-1919، قد تمت ترقيته إلى رتبة مقدم. وحظي بلقب فروسية (Commander of the British (Empire، وحتى حظي بلقب فارس جوقة الشرف الفرنسية.

وعمل كيش ما بين السنتين 1931-1923 كرئيس هيئة الادارة الصهيونية في فلسطين- فقد كان مسؤولا عن تطبيق مخطط المؤتمر الصهيوني تحت سلطة الانتداب البريطاني. وفي إطار وظيفته، عمل الكثير لتدعيم تنمية المجتمع الاستيطاني اليهودي واتاحة قيام كيان وطني جديد. حيث شجع المهاجرة إلى البلاد ('عاليا') وقدم الاستشارة للمستوطنين اليهود في شؤون الدفاع عن الذات، وساعد على التجسير ما بين سلطات الانتداب والمستوطنين. فكان انجازه الأكثر إثارةً للانطباع في تلك الفترة هو النقل الكامل للسيطرة على الخدمات الصحية والنظام التربوي من سلطات الانتداب إلى أيدي المستوطنين اليهود.   

وكان كيش حتى متدخلا في أبعاد كثيرة من الحياة الثقافية في الانتداب البريطاني. حيث عمل كرئيس الصندوق الذي أصدر قاموس اللغة العبرية التابع لإليعيزر بن يهودا بعد وفاته؛ وأسهم في تحقيق المهاجرة إلى البلاد لأعضاء فرقة مسرح 'هابيما' من روسيا واستيطانهم في فلسطين؛ وكان عضوا في لجنة المدراء للتخنيون- المعهد التكنولوجي لإسرائيل في حيفا؛ وكذلك عمل كرئيس لجنة الصحيفة "فلسطين بوست". وبعد صعود النازيين إلى السلطة في ألمانيا، لعب كيش دورا مركزيا في تأسيس الأوركيسترا الفيلهرمونية لفلسطين وحتى عمل كأمين الصندوق لها.  

وفي سنة 1939، عاد كيش إلى الخدمة في الجيش البريطاني. فخدم بامتياز وتمت ترقيته إلى رتبة عميد. وفي سنة 1941، تم تعيينه المهندس الرئيسي للجيش الثامن، بقيادة مونتغوميري. وخدم على طول المعركة البريطانية في شمال إفريقيا، وعلى سبيل المثال ليس الحصر، في المعارك الحاسمة في العلمين، وطبرق وطرابلس، علاوة على المعركة الكبيرة في وادي عقريت. وفي تلك الفترة حظي بلقب فروسية آخر (Companion of the Bath). وعند موته، كان مرشحا للترقية إلى رتبة لواء. وحتى تلك الفترة، ترقّى كيش إلى أعلى رتبة ترقّى إليها أي يهودي في الجيش البريطاني خلال خدمته.    

وكان كيش دائما يلعب الدور المركزي في كل نشاط عسكري ساهم فيه. وقد لقي مصرعه على إثر مروره على لغم، عندما أشرف على اخلاء أحد حقول الألغام الألمانية الأخيرة. فيكون مدفونا في مقبرة عسكرية بريطانية في وادي عقريت.   

أما اليوم، فيُعرض السيف العائد لكيش في لاترون. وتمت تسمية جادة كيش في الكرمل في حيفا، وغابة كيش وكفار كيش في الجليل، على اسمه.