
وُلِدت في إسرائيل، 1969, تعيش وتبدع في هرتسليا
تعرض هداس حسيد لوحتين نصّيتين، بقلم رصاص على ورق، أنجزتهما بدقّة الرهبان من القرون الوسطى الذين كانوا ينسخون مخطوطات قديمة. إلا أنّ النصوص التي اختارت حسيد نسخها مبتذلة للغاية، وتكاد لا تستحقّ أن تُطلق عليها تسمية "نصّ" - وصل شراء من السوبرماركت، قائمة أغراض جانبيّة لدواء ما. تتناول حسيد المألوف للغاية، اليوميّ للغاية الذي يكاد لا يلتفت إليه أحد، ولا يتذكّر أحد أن يلقي به في سلّة المهملات.من خلال النسخ المحكم والإنتاج اليدويّ المضني للريدي ميد العبثيّ ونزعه من سياقه المألوف، تجعل حسيد المشاهد يواجه لحظات من السعادة الأساسيّة، المبالغة والضحكة المكتومة، والمخاوف الرهيبة، بشأن كلّ ما هو جميل ومحزن في الوجود الإنسانيّ.
تطلق حسيد على وصل الشراء من السوبرماركت تسمية "شلفاه في الكيس"، على اسم أحد الأغراض الموجودة في قائمة المشتريات. يشعّ الاسم على اللوحة حلاوةً طفوليّة نابعة من مذاق "الشلفاه" (بالعبرية - تقرأ مع مدّة على المقطع ما قبل الأخير)، وفي الوقت نفسه تشعّ سكينة نيو-إيجيّة وجوديّة عندما تقرأ "شلفاه" مع مدّة على المقطع الأخير. "الشلفاه" المرزومة بكيس تصبح بضاعة هي أيضًا. على نحو مشابه لذلك، فإنّ قائمة الأعراض الجانبيّة للدواء تشمل في داخلها التوتر القائم بين حالة الهستيريا المرافقة للقراءة وبين المظهر الاعتياديّ للنصّ.