
وُلِد في إسرائيل، 1978, يعيش ويبدع في نيويورك
يقوم رؤوفين يسرائيل بخطوة مُعاكسة لخطوة دوشان: من خلال عمل يدويّ صارم ومتواصل يرسم أغراضا تتشبّه بالريدي ميد. تماثيل يسرائيل معمولة من ال MDF ومدهونة بدهان السيارات، وهي مُبهرجة وبرّاقة، تتشبّه بمنتجات صناعية مهندسة جيدا، لم تلمسها يد إنسان. يتضح لاحقًا أنّ هذه الخطوة أكثر تضليلا أيضا، بعد أن يدرك المشاهد أن التماثيل ليست أغراضًا من الممكن تحديدها بالاسم. كلّ غرض من هذه الأغراض يذكّر بغرض يوميّ آخر(صندوق موسيقي، كومودينة، جهاز للصابون السّائل)، إلا أنه يختلف عنه أيضا.
وهكذا، تترك هذه التماثيل الملونة، المغرِّرة والمثيرة للفضول المشاهِدَ في حيّز يتأرجح ما بين اللغز الغامض والمحلول، فيطارده شعور بأنّه يعرف الغرض تمامًا، إلا أنه لا يزال غير قادرٍ على تحديده بالاسم. كما هي الحال لدى دوشان، الذي عرض العنوان كجزءٍ من العمل، كذلك الأمر لدى يسرائيل، فالأسماء التي يختارها لأعماله تؤدّي وظيفتها كعنصر إضافيّ لها. فهي أسماء شبه مألوفة غير أنها مربكة، عادة ما تكون مختصرة بالأحرف الأولى، أسماء لا تشرح العمل، وإنّما العكس هو الصحيح فهي تُضيف له مستوى آخر، "مثل لون غير مرئيّ"، كقول دوشان بالنسبة للعنوان الحديث، لون غير مرئي هدفه تعميق تجربة المشاهَدَة وإثارة التحدّي لدى المشاهد.