
وُلِدت في إسرائيل، 1980, تعيش وتبدع في الزبيدات
أحد الجوانب الراديكاليّة للريدي ميد يكمن في التوتر القائم بين فضاءالمتحف وبين الأغراض اليوميّة المعروضة فيه. لقد أثار عمل دوشانتحدّي الفضاء المتحفيّ وقيم عالم الفنّ النابعة منه، وشحن الأجسام الصناعية بمعانٍ جديدة. تتناول روتي أوفنهايم هذا الجانب في عمل دوشان من خلال عمليّة بسيطة - فقد ألصقت على أرضيّة المعرض ورق جدران صنع من الفينيل، شبيه الباركيه الخشبيّ. عملية بسيطة، نيّة متعرّجة - أرضيّة الباطون العارية، العصرية والإسرائيلية للغاية، تضمّ لها بهاء وعظمة فضاءات عرض مكسوّة بألواح خشبيّة من أمكنة وأزمنة أخرى؛ فخامة ومحترميّة أوروبيّة من الموادّ الجاهزة.
ثمّة جانب آخر ينبع من تحويل الأرضيّة إلى عمل فنّيّ. ينبغي على المشاهِد أن يتخذ قراره: هل مسموح أم ممنوع الدوس على ورق الجدران الذي يتزيّا بزيّ أرضيّة خشبيّة؟ من خلال التمعّن المتروّي في الأرضيّة ) وليس النظرة المتحفيّة العادية(، قد يجد المشاهِد نفسه يفكّر في تاريخ ومعماريّة المباني المتحفيّة في إسرائيل، وفي المناسبة ذاتها، سيفكّر أيضا في العبث القائم في هذا العمل الفنيّ الذي أمامه، والذي تمّ إنتاجه من خلال بذل جهود مضنية، قطعة بعد قطعة، وكيف
أنه سيتمّ تقشيره عن الأرضية ورميه مع انتهاء هذا المعرض.