لِدت في إسرائيل، 1979, تعيش وتبدع في تل أبيب

الأغراض التي تجمعها سيفان غروس مرتبطة بعالم قديم، عندما اتّسمت النزعة الاستهلاكيّة في إسرائيل بالتقشف والتواضع، وباتت حتى النوستالجيا اليوم بالنسبة إليه بمثابة ريدي ميد. لافتة كبيرة كتب عليها "ساندويتش للعمّال ..." موضوعة على إسكملة مربّعة، وهي تعيد إلى الأذهان عمل دوشان عجلة الدراجة الهوائية، مع ما تتضمّنه من التفات مؤثر لهذا العمل. صحيح أنّ لافتة "ساندويتش العمّال الأفيد والأطيب " مربّعة الشكل وليست دائريّة كما هي الحال بالنسبة للعجلة، إلا أنّها تجلب لعالم الأغراض والاستهلاك طعم ورائحة أكل الشارع بسعره المعقول الملائم لكل شخص، الاشتراكيّ.

اللافتة هي "غرض موجود (Objet Trouvé) " أكثر من كونها ريدي ميد، لأنّ تعريف الريدي ميد مقتصر على الأغراض الصناعيّة التي صنّعت بكميّات إنتاج ضخمة. ومن الأمثلة على ذلك علب العلكة "علمه" أو علب الشموع التي تستعملها سيفان غروس في أسيمبلاج يتوسّطه تمثال العامل العبري لأرييه ألحناني من عام 1934 . العامل العبري المستقيم الزاوية يحمل على ظهره العلب المُربّعة كما لو أنّها مساكن عمّال: مبانٍ ذات خطوط مُستقيمة، كتذكير بالحداثة عندما كانت في خدمة الاشتراكية. العامل العبريّ وساندويتش للعمّال هما ريدي ميد فنّي، ينتقد تقديس السلعية، ويخلق رغما عنها غرضًا جديدًا في العالم.