
وُلِدت في إسرائيل، 1975 , تعيش وتبدع في تل أبيب
منشأة ماء الشرب هي من الأنواع القائمة في أحراش "الكيرن كييمت ليسرائيل " في أنحاء البلاد، مع بعض التغييرات الطفيفة غير أنّها تغييرات جوهرية: تخلو من الحنفيات، والحيز الذي تعرَض فيه هو المتحف. تمّ فصل الحنفيّات عن ماسورة خطّ المياه المركزيّ الذي تجري المياه عبره، وتظهر أجزاء الماسورة الباقية محلّقة في الهواء، كما لو أن الحديث يدور عن محو خط رسِم بقلم رصاص على ورقة رسم. على نحو مشابه ل نافورة دوشان , ( 1917) الذي عرض مبولة في سياق فنّيّ، فإنّ منشأة ماء الشرب لدى هومل معزولة عن سياقها الأصلي، تبرز اغتراب الغرض الذي لم يعد يتمتّع بجانب وظيفيّ، وتذكّر باستخدامه الأصلي المرتبط بالجسم. بخلاف مبولة دوشان، منشأة ماء الشرب لدى هومل تنطوي على ذاكرة جماعيّة مرتبطة بالمشروع الصهيونيّ، وذلك بمجرّد كونها جزءا من منشآت "الكيرن كييمت ليسرائيل".
فصل الحنفيّات ليس مجرّد تحويل غرض عمليّ إلى غرض في وضع غير عمليّ، وإنّما هو بمثابة ردّ فعل على تعطيل الكامل، سواء على المستوى النظريّ والسياسيّ أو على المستوى الماديّ. بنت هومل منشأة ماء الشرب بعملية معاكسة للتعريف الأوّلي للريدي ميد، على نحو مشابه للعملية التي قام بها دوشان عام 1964 ، الذي رسم نسخًا من أعمال الريدي ميد الأصليّة التي فقدت . منشأة ماء الشرب هنا برّاقة وجديدة، من دون علامات الاستعمال وآثار الزمن المألوفة في منشآت ماء الشرب الموجودة في المواقع المختلفة . وبذلك تمنحها
هومل وظيفيّة جديدة، كما لو أنّها شاهد ذكرى أو نصب تذكاريّ.
مع الشكر لغاي جلبواع